يقول : هلا أنفق ماله في فكّ الرقاب، وإطعام السَّغْبان، ليجاوز به العقبة ؛ فيكون خيراً له من إنفاقه في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم قيل : اقتحام العقبة هاهنا ضرب مَثَل، أي هل تَحَمَّل عِظام الأمور في إنفاق ماله في طاعة ربه، والإيمان به.
وهذا إنما يليق بقول من حمل ﴿ فَلاَ اقتحم العقبة ﴾ على الدعاء ؛ أي فلا نجا ولا سلم من لم ينفق ماله في كذا وكذا.
وقيل : شبه عِظم الذنوب وثِقلها وشدّتها بعقبة، فإذا أعتق رقبة وعمِل صالحاً، كان مثله كمثل من اقتحم العقبة، وهي الذنوب التي تضره وتؤذيه وتثقله.
قال ابن عمر : هذه العقبة جبل في جهنم.
وعن أبي رجاء قال : بلغنا أن العقبة مَصْعَدُها سبعة آلاف سنة، ومهبِطها سبعة آلاف سنة وقال الحسن وقتادة : هي عقبة شديدة في النار دون الجِسر، فاقتحِمُوها بطاعة الله.
وقال مجاهد والضحاك والكلبِي : هي الصراط يُضْرب على جهنم كحدّ السيف، مسيرة ثلاثة آلاف سنة، سهلاً وصُعوداً وهُبوطاً.
واقتحامه على المؤمن كما بين صلاة العصر إلى العشاء.
وقيل : اقتحامه عليه قدرُ ما يصلي صلاة المكتوبة.
وروي عن أبي الدرداء أنه قال : إن وراءنا عقبة، أَنْجَى الناسِ منها أخفهم حِمْلاً.
وقيل : النار نفسها هي العقبة.
فروى أبو رجاء عن الحسن قال : بلغنا أنه ما من مسلم يُعْتق رقبة إلا كانت فداءه من النار.
وعن عبد الله بن عمر قال : من أعتق رقبة أعتق الله عز وجل بكل عضو منها عضواً منه.


الصفحة التالية
Icon