وقال الشيخ الصابونى :
سورة الشمس
مكية وآياتها خمس عشرة آية.
بين يدي السورة
وقد تناولت موضوعين إثنين وهما :
١-موضوع النفس الإنسانية، وما جبلها الله من الخير والشر، والهدى والضلال.
٢-وموضوع الطغيان ممثلا في قصة [ ثمود ] الذين عقروا الناقة، فأهلكهم الله ودمرهم، وأبادهم عن آخرهم.
* إبتدأت السورة الكريمة بالقسم بسبعة أشياء من مخلوقات الله جل وعلا، فأقسم تعالى بالشمس وضوئها الساطع، وبالقمر إذا أعقبها وهو طالع، ثم بالنهار إذا جلا ظلمة الليل بضيائه، وبالليل إذا غطى الكائنات بظلامه، ثم بالقادر الذي أحكم بناء السماء بلا عمد، وبالأرض الذي بسطها على ماء جمد، وبالنفس البشرية التي كملها الله، وزينها بالفضائل والكمالات، أقسم بهذه الأمور على فلاح الإنسان ونجاحه إذا اتقى الله، وعلى شقاوته وخسرانه إذا طغى وتمرد، وفسق وفجر.
* ثم ذكر تعالى قصة [ ثمود ] قوم صالح حين كذبوا رسولهم، وطغوا وبغوا في الأرض وعقروا الناقة التي خلقها الله تعالى من صخر أصم معجزة لرسوله صالح عليه السلام، وما كان من أمر هلاكهم الفظيع الذي بقى عبرة لمن يعتبر، وهو نموذج لكل كافر فاجر، مكذب لرسل الله [ كذبت ثمود بطغواها. إذ انبعث أشقاها. فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها. فكذبوه فعقروها.. ] الآيات.
* وقد ختمت السورة الكريمة بأنه تعالى لا يخاف عاقبة إهلاكهم وتدميرهم، لأنه [ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ] ولهذا قال سبحانه :[ فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها ]. أ هـ ﴿صفوة التفاسير حـ ٣ صـ ٥٦٤ ـ ٥٦٥﴾