وقال الفراء :
سورة ( الشمس )
﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا...﴾ ضحاها: نهارها، وكذلك قوله: ﴿والضُّحى﴾ هو النهار بكسر الضحى: من ضحاها، وكل الآيات التى تشاكلها، وإن كان أصل بعضها بالواو.
من ذلك: تلاها، وطحاها، ودحاها لما ابتدئت السورة بحروف الياء والكسر اتّبعَها ما هو من الواو، ولو كان الابتداء للواو لجاز فتح ذلك كله. وكان حمزة يفتح ما كان من الواو، ويكسر ما كان من الياء، وذلك من قلة البصر بمجارى كلام العرب، فإذا انفرد جنس الواو فتحته، وإذا انفرد جنس الياء، فأنت فيه بالخيار إن فتحت وإن كسرت فصواب.
﴿ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا...﴾ قال الفراء: أنا أكسر كلاَّ [/ا]، يريد اتبعها يعنى اتبع الشمس، ويقال: إذا تلاها فأخذ من ضوئها، وأنت قائل فى الكلام: اتبعت قول أبى حنيفة، وأخذت بقول أبى حنيفة، والاتباع والتلوُّ سواء.
﴿ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا...﴾:
جلّى الظلمة، فجاز الكناية عن الظلمة ولم تُذْكر لأنّ معناها معروف، ألا ترى أنك تقول: أصبَحت باردةً، وأمست باردة، وَهبت شَمالا، فكنى عن مؤنثات لم يجر لهن ذكر ؛ لأن معناها معروف.
﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا...﴾.
عرفها سبيل الخير، وسبيل الشر، وهو مثل قوله: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾.
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴾
وقوله عز وجل: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا...﴾.