من الإعجاز العلمى فى القرآن
للدكتور زغلول النجار
بحث بعنوان :
من أسرار القرآن
الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية
(٥٩) والقمر إذا تلاها
بقلم : زغلول النجار
هذه هي الآية الثانية من سورة الشمس، وهي سورة مكية، آياتها ١٥ بدون البسملة، وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بالقسم بالشمس في الآيات الأربع الأولي منها ضمن قسم مطول بتسع من آيات الله في الكون علي فلاح الإنسان في الدنيا والآخرة إذا زكي نفسه بتقوي الله، وعلي خيبته فيهما إذا لم يلزمها بتقوي الله، ولم يزكها، وتركها علي هواها تغرق في ظلمات الضلال، وتهوي في دياجير الفجور ومتاهاته، وتندس في وحل الرذيلة ودنسه فلا تري النور أبدا..!!
والمحور الرئيسي لهذه السورة القصيرة يدور حول طبيعة النفس الإنسانية، واستعداداتها الفطرية لكل من الخير والشر، لأن الله تعالي قد خلق الانسان، وجعل له إرادة حرة، يختار بها بين الإيمان والكفر، وبين الإصلاح في الأرض أو الإفساد فيها. وعلي أساس من اختياره يكون فلاحه في الدنيا والآخرة أوخيبته فيهما، وهذه هي مسئولية الإنسان صاحب الإرادة الحرة عن نفسه، وتبعته عن مصيرها، فهو إما معتقها من العذاب أو موبقها فيه، وهي حقيقة يقسم عليها ربنا تبارك وتعالي ( وهو الغني عن القسم )، بتسع من آياته الكونية الكبري في الآفاق والأنفس فيقول ( عز من قائل ):
والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها * والنهار إذا جلاها * والليل إذا يغشاها * والسماء وما بناها * والأرض وما طحاها * ونفس وماسواها * فألهمها فجورها وتقواها *
( الشمس : ١ ـ ١٠)
قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها *
( الشمس : ١٠، ٩)
وكنموذج للخيبة البشرية في الدنيا والآخرة تضمنت الآيات الخمس الأخيرة من تلك السورة المباركة قصة ثمود قوم نبي


الصفحة التالية
Icon