الله صالح ( علي نبينا وعليه من الله السلام وعلي كل أنبياء الله أجمعين )، وكيف أنهم بظلمهم وطغيانهم قد كذبوا رسول الله إليهم، وخالفوا نصحه لهم، وانبعث شقي من أشقيائهم ليتزعم إعلان المعصية علي الله ورسوله، وتابعه قومه في ذلك فعقروا الناقة التي جعلها الله ( تعالي ) لهم آية فاستحقوا بذلك غضب الله عليهم، وعقابه المدمر لهم الذي نزل عليهم فأهلكهم، ولا يخشي ربنا ( تبارك وتعالي ) عاقبة ما يفعل لأنه ( سبحانه وتعالي ) رب هذا الكون ومليكه، لا شريك له في ملكه، ولا منازع له في سلطانه، وهو ( سبحانه )
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون *
( الأنبياء : ٢٣).
وقد سبق وأن ناقشنا الآية الأولي من هذه السورة المباركة، ونناقش اليوم الآية الثانية منها، والتي يقسم فيها ربنا تبارك وتعالي ـ وهو الغني عن القسم ـ بقوله العزيز : والقمر إذا تلاها، لنبين جانبا من جوانب القدرة الإلهية في إبداع خلق القمر، وفي قيمة هذا التابع الصغير للأرض في إنارتها بمجرد غياب الشمس، والسبق القرآني بالإشارة إلي موالاة القمر للشمس في غروبه وشروقه، وقبل الدخول في ذلك لابد من استعراض سريع لأقوال عدد من المفسرين في شرح دلالة هذا القسم العظيم.
من أقول المفسرين
في تفسير القسم الثاني من سورة الشمس والذي يقول فيه ربنا ( تبارك وتعالي ):
والقمر إذا تلاها *.
ذكر ابن كثير ( يرحمه الله ) مانصه :.. قال مجاهد : تبعها، وقال ابن عباس :.. يتلو النهار، وقال قتادة : إذا تلاها ليلة الهلال إذا سقطت الشمس رئي الهلال، وقال ابن زيد : هو يتلوها في النصف الأول من الشهر، ثم هي تتلوه وهو يتقدمها في النصف الأخير من الشهر، ..
وجاء في تفسير الجلالين ( رحم الله كاتبيه ) ما نصه : تبعها طالعا عند غروبها ( فنور القمر لا يظهر إلا إذا غربت الشمس ).