" وكم قنو معلق لأبي الدحداح في الجنة "، وفي البخاري أن هذا اللفظ كان رسول الله صلى الله عيله وسلم يقوله في الأقناء التي كان أبو الدحداح يعلقها في المسجد صدقة، وهذا كله قول من يقول بعض السور مدني، واختلف الناس في ﴿ الحسنى ﴾ ما هي في هذه السورة، فقال أبو عبد الرحمن السلمي وغيره : هي لا إله إلا الله، وقال ابن عباس وعكرمة وجماعة : هي الخلف الذي وعد الله تعالى به، وذلك نص في حديث الملكين إذ يقول أحدهما : اللهم اعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً، وقال مجاهد والحسن وجماعة :﴿ الحسنى ﴾ : الجنة، وقال كثير من المفسرين ﴿ الحسنى ﴾ : الأجر والثواب مجملاً، وقوله تعالى :﴿ فسنيسره لليسرى ﴾ ومعناه : سيظهر تيسيرنا إياه يتدرج فيه من أعمال الخير وختم بتيسير قد كان في علم الله أولاً، و" اليسرى " الحال الحسنة المرضية في الدنيا والآخرة، و" العسرى " : الحال السيئة في الدنيا والآخرة ولا بد من جعل بخل في المال خاصة جعل استغنى في المال أيضاً لتعظم المذمة، ومن جعل البخل عاماً في جميع ما ينبغي أن يبذل من قول وفعل قال استغنى عن الله ورحمته بزعمه، ثم وقف تعالى على موضع غناء ماله عنه وقت ترديه، وهذا يدل على أن الإعطاء والبخل المذكورين إنما هما ماله عنه وقت ترديه، وهذا يدل على أن الإعطاء والبخل المذكورين إنما هما في المال، واختلف الناس في معنى ﴿ تردى ﴾ : فقال قتادة وأبو صالح معناه ﴿ تردى ﴾ في جهنم، أي سقط من حافاتها، وقال مجاهد :﴿ تردى ﴾ معناه هلك من الردى، وقال قوم معناه ﴿ تردى ﴾ بأكفانه من الرداء، ومنه قول مالك بن الربيب :[ الطويل ]
وخطّا بأطراف الأسنّة مضجعي... وردّا على عينيّ فضل ردائيا
ومنه قول الآخر :[ الطويل ]
نصيبك مما تجمع الدهر كله... رداءان تلوى فيهما وحنوط


الصفحة التالية
Icon