ثم أخبر تعالى أن عليه هدى الناس جميعاً، أي تعريفهم بالسبل كلها ومنحهم الإدراك، كما قال تعالى :﴿ وعلى الله قصد السبيل ﴾ [ النحل : ٩ ] ثم كل أحد بعد يتكسب ما قدر له، وليست هذه الهداية بالإرشاد إلى الإيمان، ولو كان كذلك لم يوجد كافر. ثم أخبر تعالى أن " الآخرة والأولى " أي الدارين. وقوله تعالى :﴿ فأنذرتكم ﴾ إما مخاطبة وإما على معنى قل لهم يا محمد، وقرأ جمهور السبعة " تلظى " بتخفيف التاء، وقرأ البزي عن ابن كثير بشد التاء وإدغام الراء فيها. وقرأها كذلك عبيد بن عمير، وروي أيضاً عنه " تتلظى " بتاءين وكذلك قرأ ابن الزبير وطلحة، وقوله تعالى :﴿ لا يصلاها إلا الأشقى ﴾ أي ﴿ لا يصلاها ﴾ صلي خلود، ومن هنا ضلت المرجئة لأنها أخذت نفي الصلي مطلقاً في قليله وكثيره، و﴿ الأشقى ﴾ هنا، الكافر بدليل قوله الذي كذب، والعرب تجعل أفعل في موضع فاعل مبالغة كما قال طرفة :[ الطويل ]


الصفحة التالية
Icon