وروى أبو حَيّان التيميّ عن أبيه عن عليّ رضي الله عنه، قال : قال رسول الله ﷺ :" رَحِم الله أبا بكر! زوجنِي ابنته، وحملني إلى دار الهِجرة، وأعتق بلالاً من ماله "
ولما اشتراه أبو بكر قال له بلال : هل اشتريتني لعملك أو لعمل الله؟ قال : بل لعمل الله قال : فذرني وعمل الله، فأعتقه.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا ( يعني بلالاً رضي الله عنه ).
وقال عطاء وروي عن ابن عباس : إن السورة نزلت في أبي الدَّحداح ؛ في النخلة التي اشتراها بحائط له ؛ فيما ذكر الثعلبيّ عن عطاء.
وقال القشيريّ عن ابن عباس : بأربعين نخلة ؛ ولم يسم الرجل.
قال عطاء :" كان لرجل من الأنصار نخلة، يسقط من بلحِها في دار جارٍ له، فيتناوله صبيانه، فشكا ذلك إلى النبيّ ﷺ، فقال النبيّ ﷺ :"تبيعها بنخلة في الجنة"؟ فأبى ؛ فخرج فلقِيه أبو الدَّحداح فقال : هل لك أن تبِيعنِيها ب"حُسْنَى" : حائط له.
فقال : هي لك.
فأتى أبو الدَّحداح إلى النبيّ ﷺ، وقال : يا رسول الله، اشترها مني بنخلة في الجنة.
قال :"نعم، والذي نفسي بيده" فقال : هي لك يا رسول الله ؛ فدعا النبيّ ﷺ جار الأنصاريّ، فقال :"خذها" فنزلت ﴿ والليل إِذَا يغشى ﴾ إلى آخر السورة في بستان أبي الدحداح وصاحب النخلة " ﴿ فَأَمَّا مَنْ أعطى واتقى ﴾ يعني أبا الدحداح.
﴿ وَصَدَّقَ بالحسنى ﴾ أي بالثواب.
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لليسرى ﴾ : يعني الجنة.
﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ واستغنى ﴾ يعني الأنصاريّ.
﴿ وَكَذَّبَ بالحسنى ﴾ أي بالثواب.
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ للعسرى ﴾ [ الليل : ١٠ ]، يعني جهنم.
﴿ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تردى ﴾ أي مات.
إلى قوله :﴿ لاَ يَصْلاَهَآ إِلاَّ الأشقى ﴾ يعني بذلك الخزرجِيّ ؛ وكان منافقاً، فمات على نفاقه.


الصفحة التالية
Icon