يعني : بثواب الله في الجنة ﴿ فَسَنُيَسّرُهُ ﴾ يعني : سنعينه ونوفقه ﴿ لليسرى ﴾ يعني : لعمل أهل الجنة ﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ ﴾ بالصدقة ﴿ واستغنى ﴾ يعني : رأى نفسه مستغنياً عن ثواب الله، وعن جنته ﴿ وَكَذَّبَ بالحسنى ﴾ يعني : بالثواب وهو الجنة ﴿ فَسَنُيَسّرُهُ للعسرى ﴾ يعني : نخذله ولا نوفقه للطاعة، فسنيسر عليه طريق المعصية ﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ واستغنى ﴾ ﴿ وَمَا يُغْنِى عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تردى ﴾ يعني : ما ينفعه ماله، إذا مات وتركه في الدنيا، وهو يرد إلى النار.
ثم قال عز وجل :﴿ إِنَّ عَلَيْنَا للهدى ﴾ يعني : علينا بيان الهدى، ويقال : علينا التوفيق للهدى من كان أهلاً لذلك ﴿ وَإِنَّ لَنَا لَلاْخِرَةَ والاولى ﴾ يعني : الدنيا والآخرة لله تعالى، يعطي منها من يشاء ويقال : معناه إلى الله تعالى ثواب الدنيا والآخرة.
ويقال : وإن لنا للآخرة والأولى، يعني : لله تعالى نفاذ الأمر في الدنيا والآخرة، يعطي في الدنيا المغفرة، والتوفيق للطاعة، وفي الآخرة الحسنة والثواب.
ثم قال :﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تلظى ﴾ يعني : خوفتكم بالقرآن ناراً تلظى، يعني : تثقل على أهلها، وتغيظ على أهلها، وتزفر عليهم.
قوله عز وجل :﴿ لاَ يصلاها ﴾ يعني : لا يدخل في النار ﴿ إِلاَّ الاشقى ﴾ يعني : الذي ختم له بالشقاوة ﴿ الذى كَذَّبَ وتولى ﴾ يعني : كذب بالتوحيد، وتولى عن الإيمان، وعن طاعة الله تعالى، وأخذ في طاعة الشيطان.
ثم قال :﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الاتقى ﴾ يعني : يباعد عنها الأتقى، يعني : المتقي الذي يتقي الشرك وهو ﴿ الذى يُؤْتِى مَالَهُ يتزكى ﴾ يعني : يعطي من ماله حق الله تعالى ﴿ يتزكى ﴾ يعني : يريد به وجه الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon