فإنْ قيل : فأي تيسير في العسرى؟ قيل : إذا جمع بين كلامين أحدهما ذكر الخير والآخر ذكر الشر جاز ذلك، كقوله :﴿ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [ آل عمران : ٢١ ] [ التوبة : ٣٤ ] [ الانشقاق : ٢٤ ].
أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حمدان قال : حدّثنا ابن ماهان محمد بن صي قال : حدّثنا شعبة، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب :" أن رسول الله ﷺ كان في جنازة فأخذ عوداً فجعل ينكث في الأرض، فقال :" ما منكم من أحد إلاّ قد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار "، فقال رجل : يا رسول الله، أفلا نتكّل؟ فقال " اعملوا فكلٌّ ميسّر "، ثم قرأ ﴿ فَأَمَّا مَنْ أعطى واتقى ﴾ الآيات ".
﴿ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تردى ﴾ قال مجاهد : مات، وقال قتادة وأبو صالح : هو لحد في جهنم، قال الكلبي : نزلت في أبي سفيان بن حرب.
﴿ إِنَّ عَلَيْنَا للهدى ﴾ أي بيان الحق من الباطل، وقال الفرّاء : يعني من سلك الهدى فعلى الله سبيله، كقوله سبحانه :﴿ وعلى الله قَصْدُ السبيل ﴾ [ النحل : ٩ ]، يقول : من أراد الله فهو على السبيل القاصد. وقيل : معناه : إنّ علينا للهدى والإضلال، كقوله : بيدك الخير وسرابيل تقيكم الحر.
﴿ وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأولى ﴾ فمن طلبها من غير مالكهما فقد أخطأ الطريق.
﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تلظى ﴾ تتوقد وتتوهج، وقرأ عبيد بن عمير ( تتلظى ) على الأصل، وغيره على الحذف ﴿ لاَ يَصْلاَهَآ إِلاَّ الأشقى * الذي كَذَّبَ وتولى ﴾ قرأ أبو هريرة : ليدخلنّ الجنة إلاّ من يأبى، قالوا : يا أبا هريرة، ومن يأبى أن يدخل الجنة؟ فقرأ قوله سبحانه :﴿ الذي كَذَّبَ وتولى ﴾.