وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ والليل إذا يغشى ﴾
قال ابن عباس : يغشى بظلمته النهار.
وقال الزجاج : يغشى الأفق، ويغشى جميع ما بين السماء والأرض، ﴿ والنهار إذا تجلى ﴾ أي : بان وظهر من بين الظلمة، ﴿ وما خلق الذكر والأنثى ﴾ في "ما" قولان.
وقد ذكرناهما عند قوله تعالى :﴿ وما بناها ﴾ [ الشمس : ٥ ] وفي "الذكر والأنثى" قولان.
أحدهما : آدم وحواء، قاله ابن السائب، ومقاتل.
والثاني : أنه عام، ذكره الماوردي.
قوله تعالى :﴿ إن سعيكم لشتى ﴾ هذا جواب القسم.
قال ابن عباس : إن أعمالكم لمختلفة، عمل للجنة، وعمل للنار.
وقال الزجاج : سعي المؤمن والكافر مختلف، بينهما بُعْدٌ.
وفي سبب نزول هذه السورة قولان.
أحدهما : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه اشترى بلالاً من أُمَيَّة وأُبَيٍّ ابنَي خلف بِبُرْدةٍ وعشرة أواق، فأعتقه، فأنزل الله عز وجل "والليل" إلى قوله تعالى :﴿ إن سعيكم لشتى ﴾ يعني : سعي أبي بكر، وأُميَّة وأُبَيٍّ، قاله عبد الله بن مسعود.


الصفحة التالية
Icon