وقال الخازن :
قوله :﴿ واللّيل إذا يغشى ﴾
أي يغشى النّهار بظلمته فيذهب الله بضوئه.
أقسم الله تعالى بالليل لأنه سكن لكافة الخلق يأوى فيه كل حيوان إلى مأواه، ويسكن عن الاضطراب، والحركة، ثم أقسم بالنهار بقوله ﴿ والنهار إذا تجلى ﴾ أي بان وظهر بعد الظلمة لأن فيه حركة الخلق في طلب الرزق ﴿ وما خلق الذكر والأنثى ﴾ أي ومن خلق فعلى هذا يكون أقسم بنفسه تعالى، والمعنى والقادر العظيم الذي قدر على خلق الذكر، والأنثى من ماء واحد إن أريد به جنس الذكر والأنثى، وقيل هما آدم وحواء، وإنما أقسم بهما لأنه تعالى ابتدأ خلق آدم من طين وخلق منه حواء من غير أم وجواب القسم قوله تعالى :﴿ إن سعيكم لشتى ﴾ أي إن أعمالكم لمختلفة فساع في فكاك نفسه، وساع في عطبها روى أبو مالك الأشعري عن رسول الله ( ﷺ ) أنه قال :" كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها " قوله موبقها أي مهلكها.
قوله تعالى :﴿ فأما من أعطى ﴾ أي أنفق ماله في سبيل الله :﴿ واتقى ﴾ أي ربه، وفيه إشارة إلى الاحتراز عن كل ما لا ينبغي.
﴿ وصدق بالحسنى ﴾ قال ابن عباس صدق بقول لا إله إلا الله وعنه صدق بالخلف به، أي أيقن أن الله سيخلف عليه ما أنفقه في طاعته، وقيل صدق بالجنة، وقيل صدق بموعد الله الذي وعده أنه يثيبه ﴿ فسنيسره ﴾ فسنهيئه في الدنيا ﴿ لليسرى ﴾ أي للخلة والفعلة اليسرى، وهو العمل بما يرضاه الله.