. وقال زيد بن أسلم : الصلاة والزكاة والصوم.
﴿فسنيسره﴾، أي : نهيئه بما لنا من العظمة بوعدٍ لا خلف فيه ﴿لليسرى﴾، أي : لأسباب الخير والصلاح حتى يسهل فعلها. وقال زيد بن أسلم : لليسرى، أي : للجنة. قال رسول الله ﷺ "ما من نفس منفوسة إلا كتب الله تعالى مدخلها، فقال القوم : يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا؟ فقال ﷺ بل اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أمّا من كان من أهل السعادة فإنه ميسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة فإنه ميسر لعمل أهل الشقاوة. ثم قرأ ﴿فأمّا من أعطى وأتقى وصدّق بالحسنى فسنيسره لليسرى﴾".
﴿وأمّا من بخل﴾، أي : أوجد هذه الحقيقة الخبيثة فمنع ما أمر به وندب إليه. ﴿واستغنى﴾، أي : طلب الغنى عن الناس وعما وعد به من الثواب، أو وجده بما زعمت له نفسه الخائنة وظنونه الكاذبة فلم يحسن إلى الناس ولا عمل للعقبى.
﴿وكذب﴾، أي : أوقع التكذيب لمن يستحق التصديق ﴿بالحسنى﴾، أي : فأنكرها وكان عامداً مع المحسوسات كالبهائم.
﴿فسنيسره﴾، أي : نهيئه ﴿للعسرى﴾، أي : للخلة المؤدية إلى العسرة والشدة كدخول النار. وعن ابن عباس قال : نزلت في أمية بن خلف، وعنه فسنيسره للعسرى، أي : سأحول بينه وبين الإيمان بالله ورسوله وعنه أيضاً.
﴿وأمّا من بخل﴾، أي : بماله واستغنى عن ربه ﴿وكذب بالحسنى﴾، أي : بالخلف الذي وعده الله تعالى في قوله سبحانه :﴿وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه﴾ (سبأ :)
وقال مجاهد :﴿وكذب بالحسنى﴾، أي : بالجنة، وعنه بلا إله إلا الله ويجوز في مافي قوله تعالى:
﴿وما يغني عنه ماله﴾ أن تكون نافية، أي : لا يغني عنه ماله شيئاً وأن تكون استفهاماً انكارياً، أي : شيء يغني عنه ماله ﴿إذا تردّى﴾ قال أبو صالح : أي إذا سقط في جهنم. وقيل : هو كناية عن الموت كما قال القائل:
*نصيبك مما تجمع الدهر كله ** رداآن تطوى فيهما وحنوط*


الصفحة التالية
Icon