وقال الشيخ الشنقيطى :
سُورَةُ اللَّيْلِ
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١)
يقسم الله تعالى بالليل والنهار وأثرهما على الكون، على أنهما آيتان عظيمتان.
وتقدم الكلام عليهما في السورة قبلها عند قوله :﴿ والنهار إِذَا جَلاَّهَا والليل إِذَا يَغْشَاهَا ﴾ [ الشمس : ٣-٤ ].
وتقدم للشيخ رحمة الله علينا وعليه الكلام على هاتين الآيتين، عند قوله تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا الليل والنهار آيَتَيْنِ ﴾ [ الإسراء : ١٢ ]، في سورة بني إسرائيل، وذكر النصوص في هذا المعنى. وأثر الليل والنهار في حياة الناس، ومعرفة الحساب ونحوه.
وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣)
تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بحث هذه المسألة، وإيراد كل النصوص في عدة مواضع، أشار إليها كلها في سورة النجم عند قوله تعالى :﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزوجين الذكر والأنثى مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تمنى ﴾ [ النجم : ٤٥-٤٦ ]، وقد قرئت بعد قراءات منها ﴿ وَمَا خَلَقَ الذكر والأنثى ﴾، ومنها ﴿ الذكر والأنثى ﴾.
وذكرها ابن كثير مرفوعة إلى النَّبي ﷺ، وعلى القراءة المشهورة.
﴿ وَمَا خَلَقَ الذكر والأنثى ﴾، اختلف في لفظة " ما " فقيل : إنها مصدرية، أي وخلق الذكر والأنثى.
وقيل : بمعنى من، أي والذي خلق الذكر والأنثى. فعلى الأول يكون القسم بصفة من صفات الله وهي صفة الخلق، ويكون خص الذكر والأنثى لما فيهما من بديع صنع الله وقوة قدرته سبحانه على ما يأتي.


الصفحة التالية
Icon