ويقال: لوعة تهون كل روعة قال الدقاقي: الإرادة لوعة في الفؤاد لذعة في القلب غرام في الضمير انزعاج في الباطن نيران تأجج في القلوب وقيل: من صفات المريد التحبب إلى الله بالنوافل والإخلاص في نصيحة الأمة والأنس بالخلوة والصبر على مقاساة الأحكام والإيثار لأمره والحياء من نظره وبذل المجهود في محبوبه والتعرض لكل سبب يوصل إليه والقناعة بالخمول وعدم قرار القلب حتى يصل إلى وليه ومعبوده وقال حاتم الأصم: إذا رأيت المريد يريد غير مراده فاعلم أنه أظهر نذالته وقيل: من حكم المريد: أن يكون نومه غلبة وأكله فاقة وكلامه ضرورة وقال بعضهم: نهاية الإرادة: أن تشير إلى الله فتجده مع الإشارة فقيل له: وابن تستوعبه الإشارة فقال: أن تجد الله بلا إشارة وهذا كلام متين فإن المراتب ثلاثة: أعلاها: أن يكون واجدا لله في كل وقت لا يتوقف وجوده له على الإشارة منه ولا من غيره الثاني: أن يكون له ملكة وحال وإرادة تامة بحيث إنه متى أشير له إلى الله وجده عند إشارة المشير الثالث: أن لا يكون كذلك ويتكلف وجدانه عند الإشارة إليه فالمرتبة الأولى: للمقربين السابقين والوسطى: للأبرار المقتصدين والثالثة: للغافلين وقال أبو عثمان الحيري: من لم تصح إرادته ابتداء فإنه لا يزيده مرور الأيام عليه إلا إدبارا