زيد بن أسلم : بالصلاة والزكاة والصوم.
الحسن : بالخَلَف من عطائه ؛ وهو اختيار الطبريّ.
وتقدم عن ابن عباس، وكله متقارب المعنى إذ كله يرجع إلى الثواب الذي هو الجنة.
الثانية : قوله تعالى :﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لليسرى ﴾ أي نرشده لأسباب الخير والصلاح، حتى يسهل عليه فعلها.
وقال زيد بن أسلم :"لليسرى" للجنة.
وفي الصحيحين والترمذي " عن عليّ رضي الله عنه قال : كنا في جنازة بالبقِيع، فأتى النبي ﷺ، فجلس وجلسنا معه، ومعه عود ينكُتُ به في الأرض، فرفع رأسه إلى السماء فقال :"ما مِن نفسٍ منفوسةٍ إلا قد كتِب مدخلها" فقال القوم : يا رسول الله، أفلا نتكِل على كتابنا؟ فمن كان من أهل السعادة فإنه يعمل للسعادة، ومن كان من أهل الشقاء فإنه يعمل للشقاء.
قال :"بل اعملوا فكل ميسر ؛ أما من كان من أهل السعادة فإنه يُيَسَّر لعمل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فإنه ييسر لعمل الشقاء ثم قرأ ﴿ فَأَمَّا مَنْ أعطى واتقى * وَصَدَّقَ بالحسنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لليسرى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ واستغنى * وَكَذَّبَ بالحسنى * فَسَنُيَسِّرُهُ للعسرى ﴾ " "
لفظ الترمذيّ.
وقال فيه : حديث حسن صحيح.
" وسأل غلامان شابان رسول الله ﷺ فقالا : العمل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير؟ أم في شيء يستأنف؟ فقال عليه السلام :"بل فيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير" قالا : ففيم العمل؟ قال :"اعملوا، فكل ميسر لعمل الذي خلق له" " قالا : فالآن نجِد ونعمل.
الثالثة : قوله تعالى :﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ واستغنى ﴾ أي ضنّ بما عنده، فلم يبذل خيراً.
وقد تقدّم بيانه وثمرته في الدنيا في سورة "آل عمران".
وفي الآخرة مآله النار، كما في هذه الآية.
روى الضحاك عن ابن عباس ﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ للعسرى ﴾ قال : سوف أحول بينه وبين الإيمان بالله وبرسوله.


الصفحة التالية
Icon