وعنه عن ابن عباس قال : نزلت في أمية بن خلف وروى عكرمة عن ابن عباس :"وأما من بخِل واستغنى" يقول : بخِل بمالِه، واستغنى عن ربه.
﴿ وَكَذَّبَ بالحسنى ﴾ أي بالخلف.
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد :"وكذب بِالحسنى" قال : بالجنة.
وبإسناد عنه آخر قال :"بالحسنى" أي بلا إله إلا الله.
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ ﴾ أي نسهل طريقه.
﴿ للعسرى ﴾ أي للشر.
وعن ابن مسعود : للنار.
وقيل : أي فسنعسر عليه أسباب الخير والصلاح حتى يصعب عليه فعلها.
وقد تقدّم : أن الملك ينادي صباحاً ومساءً :" اللهم أعطِ منفِقاً خلفاً، وأعط ممسِكاً تلفاً " رواه أبو الدرداء.
مسألة : قال العلماء : ثبت بهذه الآية وبقوله :﴿ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [ البقرة : ٣ ]، وقوله :﴿ الذين يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بالليل والنهار سِرّاً وَعَلاَنِيَةً ﴾ [ البقرة : ٢٧٤ ] إلى غير ذلك من الآيات أن الجود من مكارم الأخلاق، والبخل من أرذلها.
وليس الجواد الذي يعطي في غير موضع العطاء، ولا البخيل الذي يمنع في موضع المنع، لكن الجواد الذي يعطي في موضع العطاء، والبخيل الذي يمنع في موضع العطاء، فكل من استفاد بما يعطي أجراً وحمداً فهو الجواد.
وكل من استحق بالمنع ذماً أو عقاباً فهو البخيل.
ومن لم يستفد بالعطاء أجراً ولا حمداً، وإنما استوجب به ذماً فليس بجواد، وإنما هو مسرف مذموم، وهو من المبذِّرين الذين جعلهم الله إخوان الشياطين، وأوجب الحجْر عليهم.
ومن لم يستوجب بالمنع عقاباً ولا ذماً، واستوجب به حمداً، فهو من أهل الرشد، الذين يستحقون القيام على أموال غيرهم، بحسن تدبيرهم وسداد رأيهم.


الصفحة التالية
Icon