رَوى ابن أبي حاتم عن عكرمة عن ابن عباس :"أنه كانت لرجل من المنافقين نخلة مائلة في دار رجل مسلم ذي عيال فإذا سقط منها ثمرٌ أكله صبيةٌ لذلك المسلم فكان صاحب النخلة ينزع من أيديهم الثمرة، فشكا المسلم ذلك إلى النبي ﷺ فكلم النبي ﷺ صاحب النخلة أن يتركها لهم وله بها نخلة في الجنة فلم يفعل، وسمع ذلك أبو الدحداح الأنصاري فاشترى تلك النخلة من صاحبها بحائط فيه أربعون نخلة وجاء إلى النبي ﷺ فقال :" يا رسول الله اشترِها مني بنخلة في الجنة فقال : نعم والذي نفسي بيده، فأعطاها الرجلَ صاحب الصبية " قال عكرمة قال ابن عباس : فأنزل الله تعالى :﴿ والليل إذا يغشى ﴾ [ الليل : ١ ] إلى قوله :﴿ للعسرى ﴾ وهو حديث غريب، ومن أجل قول ابن عباس : فأنزل الله تعالى :﴿ والليل إذا يغشى ﴾ قال جماعة : السورة مدنية وقد بينا في المقدمة الخامسة أنه كثيراً ما يقع في كلام المتقدمين قولهم : فأنزل الله في كذا قوله كذا، أنهم يريدون به أن القصّة ممّا تشمله الآية.
وروي أن النبي ﷺ قال :" كمْ من عَذْق رَدَاحْ في الجنة لأبي الدحداح " ولمح إليها بشار بن برد في قوله :
إن النُحيلة إذْ يميل بها الهوى
كالعَذق مال على أبي الدحداح... أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon