لطيفة
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى ودع )
المادّة تدلُّ على التَّرْك والتَخْلِيَة.
وَدُعَ الرجلُ فهو وَدِيعٌ ووادِعٌ، أَى ساكنٌ، مثلُ حَمُضَ فهو حامِضٌ، يُقال : نالَ المكارِمَ وادعاً، أَى من غير كُلْفَةِ ومَشَقَّة.
وعليك بالمَوْدُوع أَى بالسَّكينة والوَقار.
ووَدَّعْتُ فلاناً تَوْدِيعاً من وَداع السَّلام.
والدَّعَةُ : الخَفْضُ والرّاحةُ، والهاءُ عِوَضٌ من الواو، وقال :
*لا يَمْعَنَّك خَفْضَ العَيْشِ فى دَعَةٍ * نُزُوعُ نَفْسٍ إِلى أَهْلٍ وأَوْطانِ*
*تَلْقَى بكُلِّ بِلادٍ إِنْ حَلَلْتَ بها * أَهْلاً بأَهْلٍ وجِيراناً بجيرانِ*
والوَداعُ : اسمٌ من التَّوْدِيع، قال القَطامىّ :
*قِفِى قَبْلَ التَفَرُّق يا ضُباعَا * ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنكِ الوَداعَا*
أَراد ولا يَكُنْ مِنكِ مَوْقِف الوَداعِ، ولكن لِيَكُنْ مَوْقِف غِبْطَةٍ وإِقامة، لأَنَّ موقفَ الوَدع يكون للفِراق، ويكون مُنَغَّصاً بما يَتْلُوه من التَبارِيحِ والشَّوْق.
وقولُهم : دَعْ ذَا، أَى اتْرُكْه، وأَصلهُ وَدَعَ يَدَعُ، ومنه قولُ النبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم :"دَعْ ما يَريبك".
قال عَمْرُو بن مَعْدِيكرب :
*إِذا لم تَسْتَطِعُ أَمراً فدَعْهُ * وجاوِزْهُ إِلى ما تَسْتَطيعُ*
قال اللغويون : أُمِيتَ ماضِيهِ، لا يُقال : وَدَعَهُ إِنَّما يُقال تَركَه ولا واجِعٌ ولكن تَارِكٌ.
قالوا : ورُبَّما [جاءَ] فى ضرورة الشِّعر وَدَعَه وهو مَوْدُوع على أَصْلِه، قال أَنَسُ بن زُنَيْم :
*لَيْتَ شِعْرِى عن خَلِيلِى ما الَّذى * غالَهُ فى الوَعْدِ حَتَّى وَدَعَه*
وقال سُوَيْدُ بن أَبى كاهِل اليَشْكُرِىّ يصفُ نَفْسه :
*وَرِثَ البِغْضَة عن آبائه * حافِظُ العَقْلِ لِما كان اسْتَمَعْ*
*فَسَعَى مَسْعاتَهُم فى قَوْمهِ * ثمّ لم يَظْفَرْ ولا عَجْزاً وَدَعْ*
وقال آخر :
*وكانَ ما قَدَّمُوا لأَنْفُسِهم * أَكْثر نَفْعاً من الَّذِى وَدَعُوا*