وعن مجاهد "فلا تقهر" فلا تَحْتَقِرْ.
وقرأ النخَعِيّ والأشهب العُقَيليّ "تَكْهر" بالكاف، وكذلك هو في مصحف ابن مسعود.
فعلى هذا يحتمل أن يكون نهياً عن قهره، بظلمه وأخذ ماله.
وخص اليتيم لأنه لا ناصر له غير الله تعالى ؛ فغلَّظ في أمره، بتغليظ العقوبة على ظالمه.
والعرب تعاقب بين الكاف والقاف.
النحاس : وهذا غلط، إنما يقال كَهَره : إذا اشتدّ عليه وغَلَّظ.
وفي صحيح مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمِي، حين تكلم في الصلاة بردّ السلام، قال : فبأبي هو وأمي! ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه يعني رسول الله ﷺ فوالله ما كَهَرَني، ولا ضربني، ولا شتمني...
الحديث.
وقيل : القهر الغلبة.
والكَهْر : الزجر.
الثانية : ودلت الآية على اللطف باليتيم، وبِره والإحسان إليه ؛ حتى قال قتادة : كن لليتيم كالأب الرحيم.
وروِي عن أبي هريرة :" أن رجلاً شكا إلى النبيّ ﷺ قسوة قلبه ؛ فقال :"إن أردت أن يلين، فامسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين" " وفي الصحيح عن أبي هريرة :" أن رسول الله ﷺ قال :"أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين"وأشار بالسبابة والوُسطى " ومن حديث ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال :" إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب، فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم، فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي، اشهدوا أن من أَسْكَتَه وأرضاه؟ أن أرضِيه يوم القيامة " فكان ابن عمر إذا رأى يتيماً مسح برأسه، وأعطاه شيئاً.


الصفحة التالية
Icon