وعن أنس قال : قال رسول الله ﷺ :" من ضم يتيماً فكان في نفقته، وكفاه مؤونته، كان له حجاباً من النار يوم القيامة، ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة " وقال أكثم بن صَيفِيّ : الأذلاّء أربعة : النمام، والكذاب، والمديون، واليتيم.
الثالثة : قوله تعالى :﴿ وَأَمَّا السآئل فَلاَ تَنْهَرْ ﴾ أي لا تزجره ؛ فهو نهي عن إغلاظ القول.
ولكن رُدَّه ببذل يسير، أو ردّ جميل، واذكر فقرك ؛ قاله قتادة وغيره.
وروي عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال :" لا يمنعن أحدُكم السائلَ، وأن يعطِيه إذا سأل، ولو رأى في يده قُلْبين من ذهب "
وقال إبراهيم بن أدهم : نعم القوم السُّؤَّال : يحملون زادنا إلى الآخرة.
وقال إبراهيم النخعي : السائل يريد الآخرة، يجيء إلى باب أحدكم فيقول : هل تبعثون إلى أهليكم بشيء.
وروي أن النبي ﷺ قال :" رُدُّوا السائل ببذل يسير، أو ردّ جميل، فإنه يأتيكم من ليس من الإنس ولا من الجن، ينظر كيف صنيعكم فيما خوّلكم الله " وقيل : المراد بالسائل هنا، الذي يسأل عن الدِّين ؛ أي فلا تنهره بالغِلظة والجَفْوة، وأجبه برفق ولين ؛ قاله سفيان.
قال ابن العربيّ : وأما السائل عن الدين فجوابه فرض على العالِم، على الكفاية ؛ كإعطاء سائل البِرّ سواء.
وقد كان أبو الدرداء ينظر إلى أصحاب الحديث، ويبسط رداءه لهم، ويقول : مرحباً بأحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث أبي هارون العَبْديّ، عن أبي سعيد الخُدْرِي، قال : كنا إذا أتينا أبا سعيد يقول : مَرْحباً بوصية رسول الله ﷺ، إن رسول الله ﷺ قال :" إن الناس لكم تَبَع وإن رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً " وفي رواية " يأتيكم رجال مِن قِبل المشرق ".
فذكره.