وروى مسلم عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه صلى اللّه عليه وسلم رفع يديه وقال اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال اللّه يا جبريل اذهب إلى محمد واسأله ما يبكيك ؟ وهو أعلم، فأتى جبريل وسأله فأخبره بما قال وهو أعلم، فقال : يا جبريل اذهب إلى محمد وقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك فيهم.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن
النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته واني اختبأت دعوتي شفاعتي لأمتي فهي نائلة إن شاء اللّه من مات من أمتي لا يشرك باللّه شيئا.
وهذه بشارة عظيمة لأمة محمد صلى اللّه عليه وسلم وتأميل لهم بالنجاة هذا وان اللّه أعطاه في الدنيا النصر والظفر وكثرة الأتباع والفتوح في زمنه وزمن خلفائه واتباعهم ومن بعدهم وإلى يوم القيمة إن شاء اللّه وان ما وقع فهو من فترات الزمن وسيعيد اللّه التاريخ الناصع لهم إذ أحسنت الناس ظنها باللّه واتبعت أوامره واجتنبت نواهيه وإلا لا.
وليعلم ان اللّه تعالى أعلى رتبة محمد على سائر الأنبياء وجعل أمته خير الأمم وأعطاه في الآخرة الشفاعة الخاصة والعامة والفضيلة والوسيلة.
قال حرب بن شريح سمعت جعفر بن علي يقول
انكم يا أهل العراق تقولون أرجى آية في القرآن (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) الآية ٥٣ من سورة الزمر في ج ٢ وإنا أهل البيت نقول ان أرجى آية في كتاب اللّه "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى " ولهذا البحث صلة في الآية ٨ من الإسراء الآتية.


الصفحة التالية
Icon