وقد ذكره الثعلبي أيضاً عن جندب بن سفيان البجلي، قال :" رُمِي النبيّ ﷺ في إصبعه بحجر، فدمِيت، فقال :"هل أنتِ إلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيتِ، وفي سبيلِ اللَّهِ ما لَقِيتِ" فمكث ليلتين أو ثلاثاً لا يقوم الليل.
فقالت له أم جميل امرأة أبي لهب : ما أرى شيطانك إلا قد تركك، لم أره قرِبك منذ ليلتين أو ثلاث ؛ فنزلت ﴿ والضحى ﴾ " وروى عن أبي عِمران الجَواني، قال :" أبطأ جبريل على النبيّ ﷺ حتى شق عليه ؛ فجاء وهو واضع جبهته على الكعبة يدعو ؛ فنكت بين كتِفيه، وأنزل عليه :﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قلى ﴾.
وقالت خولة وكانت تخدُم النبيّ ﷺ : إن جَرْواً دخل البيت، فدخل تحت السرير فمات، فمكث نبيّ الله ﷺ أياماً لا ينزل عليه الوحي.
فقال :"يا خولة، ما حدث في بيتي؟ ما لجبريل لا يأتيني" قالت خولة فقلت : لو هيأت البيت وكنسته ؛ فأهويت بالمِكنسة تحت السرير، فإذا جَرْوٌ ميت، فأخذته فألقيته خلف الجدار ؛ فجاء نبيّ الله ترعد لِحْيَاه وكان إذا نزل عليه الوحي استقبلته الرِّعدة فقال :"يا خولة دثرِيني" فأنزل الله هذه السورة.
ولما نزل جبريل سأله النبيّ ﷺ عن التأخر فقال :"أما علمت أنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صُورة" " وقيل :" لما سألته اليهود عن الروح وذي القرنين وأصحاب الكهف قال :"سأخبركم غداً" ولم يقل إن شاء الله.
فاحتبس عنه الوحي، إلى أن نزل جبريل عليه بقوله :﴿ وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلك غَداً إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله ﴾ [ الكهف : ٢٣ ٢٤ ] فأخبره بما سئل عنه " وفي هذه القصة نزلت ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قلى ﴾.
وقيل :" إن المسلمين قالوا : يا رسول الله، ما لك لا ينزل عليك الوحي؟ فقال :"وكيف ينزل عليّ وأنتم لا تنقون رواجِبكم وفي رواية براجِمكم ولا تقصون أظفاركم ولا تأخذون من شواربكم".