وقال مجاهد، والكلبي :﴿ سينين ﴾ كل جبل فيه شجر مثمر فهو سينين، وسيناء بلغة النبط.
قال الأخفش : طور جبل، وسينين شجر، واحدته سينة.
قال أبو علي الفارسي : سينين، فعليل، فكرّرت اللام التي هي نون فيه، ولم ينصرف سينين، كما لم ينصرف سيناء ؛ لأنه جعل اسماً للبقعة.
وإنما أقسم بهذا الجبل ؛ لأنه بالشام، وهي الأرض المقدسة، كما في قوله :﴿ إلى المسجد الأقصى الذى بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [ الإسراء : ١ ] وأعظم بركة حلت به، ووقعت عليه تكليم الله لموسى عليه.
قرأ الجمهور :﴿ سينين ﴾ بكسر السين.
وقرأ ابن إسحاق، وعمرو بن ميمون، وأبو رجاء بفتحها، وهي لغة بكر وتميم.
وقرأ عمر بن الخطاب، وابن مسعود، والحسن، وطلحة :( سيناء ) بالكسر والمدّ.
﴿ وهذا البلد الأمين ﴾ يعني : مكة، سماه أميناً ؛ لأنه آمن، كما قال :﴿ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً ﴾ [ العنكبوت : ٦٧ ].
يقال أمن الرجل أمانة فهو أمين.
قال الفراء وغيره : الأمين بمعنى الآمن، ويجوز أن يكون، فعيلاً بمعنى مفعول من أمنه ؛ لأنه مأمون الغوائل.
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ هذا جواب القسم، أي : خلقنا جنس الإنسان كائناً في أحسن تقويم وتعديل.
قال الواحدي : قال المفسرون : إن الله خلق كل ذي روح مكباً على وجهه إلاّ الإنسان، خلقه مديد القامة يتناول مأكوله بيده، ومعنى التقويم : التعديل.
يقال : قوّمته، فاستقام.
قال القرطبي : هو اعتداله واستواء شأنه، كذا قال عامة المفسرين.
قال ابن العربي : ليس لله تعالى خلق أحسن من الإنسان، فإن الله خلقه حياً عالماً قادراً مريداً متكلماً سميعاً بصيراً مدبراً حكيماً، وهذه صفات الرب سبحانه، وعليها حمل بعض العلماء قوله ﷺ :" إن الله خلق آدم على صورته " يعني : على صفاته التي تقدم ذكرها.