﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ أي : أليس الذي فعل ما فعل مما ذكرنا بأحكم الحاكمين صنعاً وتدبيراً؟ حتى تتوهم عدم الإعادة والجزاء.
وفيه وعيد شديد للكفار.
ومعنى : أحكم الحاكمين : أتقن الحاكمين في كل ما يخلق.
وقيل : أحكم الحاكمين قضاء وعدلاً.
والاستفهام إذا دخل على النفي صار الكلام إيجاباً، كما تقدّم تفسير قوله :﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [ الشرح : ١ ].
وقد أخرج الخطيب، وابن عساكر قال السيوطي بسند فيه مجهول عن الزهري عن أنس قال : لما أنزلت سورة ﴿ التين والزيتون ﴾ على رسول الله ﷺ فرح فرحاً شديداً حتى تبين لنا شدّة فرحه، فسألنا ابن عباس عن تفسيرها فقال : التين بلاد الشام.
والزيتون بلاد فلسطين.
وطور سيناء الذي كلم الله عليه موسى ﴿ وهذا البلد الأمين ﴾ : مكة ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ محمداً ﴿ ثُمَّ رددناه أَسْفَلَ سافلين ﴾ : عبدة اللات والعزّى :﴿ إِلاَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ ﴿ فَمَا يُكَذّبُكَ بَعْدُ بالدين * أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ إذ بعثك فيهم نبياً، وجمعك على التقوى يا محمد، ومثل هذا التفسير من ابن عباس لا تقوم به حجة لما تقدّم من كون في إسناده ذلك المجهول.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ والتين والزيتون ﴾ قال : مسجد نوح الذي بني على الجوديّ، والزيتون قال : بيت المقدس :﴿ وَطُورِ سِينِينَ ﴾ قال : مسجد الطور.