فصل


قال السمرقندى فى الآيات السابقة :
قوله تعالى :﴿ والتين والزيتون ﴾
وهما مسجدان بالشام، ويقال : هما جبلان بالشام ﴿ التين ﴾ جبل بيت المقدس ﴿ والتين والزيتون ﴾ جبل بدمشق وقال قتادة :﴿ التين ﴾ الجبل الذي عليه دمشق ﴿ والتين والزيتون ﴾ الجبل الذي عليه بيت المقدس.
ويقال :﴿ التين ﴾ الذي يؤكل.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال : تينكم وزيتونكم هذا.
وقال مجاهد : هو الذي يؤكل، وهو قول سعيد بن جبير، والشعبي.
ثم قال :﴿ والزيتون وَطُورِ سِينِينَ ﴾ يعني : الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى، صلوات الله على نبينا وعليه ويقال ﴿ الطور ﴾ اسم الجبل ﴿ سِينِينَ ﴾ يعني : ذا شجر.
ويقال : التين معناه علي بن أبي طالب، رضي الله عنه ﴿ والزيتون ﴾ فاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ، ورضي الله تعالى عنها، ﴿ وَطُورِ سِينِينَ ﴾ هما الحسن والحسين سيدا الشهداء في دار الدنيا، وهذا لا يصح في اللغة ﴿ وهذا البلد الامين ﴾ يعني : مكة أمين من أن يهاج فيها، من دخل فيها.
ويقال :﴿ الامين ﴾ لجميع الحيوان الذي لا يجري عليه القلم.
ثم قال عز وجل :﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ يعني : في أحسن صورة، لأنه يمشي مستوياً، وليس منكوساً، وله لسان ذلق، ويد وأصابع يقبض بها.
قال بعضهم : نزلت في شأن الوليد بن المغيرة، وقال بعضهم نزلت في كلدة بن أسيد، وقال بعضهم هذا عام.
﴿ ثُمَّ رددناه أَسْفَلَ سافلين ﴾ يعني : رددناه بعد القوة والشباب، والحسن إلى الضعف والهرم، يعني : يصير كالصبي في الحال الأولى، يعني : رددناه إلى أرذل العمر.
ويقال : رددناه.
يعني : الفاجر والكافر بعد موته، إلى أسفل السافلين في النار.


الصفحة التالية
Icon