وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ والتين والزيتون ﴾
فيهما سبعة أقوال.
أحدها : أنه التين المعروف، والزيتون المعروف، قاله ابن عباس، والحسن، وعطاء، ومجاهد، وعكرمة، وجابر بن زيد، وإبراهيم.
وذكر بعض المفسرين أنه إنما أقسم بالتين لأنها فاكهة مُخَلَّصة من شائب التنغيص، وهو يدل على قدرة من هيَّأه على تلك الصفة.
وجعل الواحدة منه على مقدار اللقمة، وإنما أقسم بالزيتون لكثرة الانتفاع به.
والثاني : أن التين : مسجد نوح عليه السلام الذي بنى على الجودي.
والزيتون : بيت المقدس، رواه عطية عن ابن عباس.
والثالث : التين المسجد الحرام، والزيتون : المسجد الأقصى، قاله الضحاك.
والرابع : التين : مسجد دمشق، والزيتون : بيت المقدس، قاله كعب، وقتادة، وابن زيد.
والخامس : أنهما جبلان، قاله عكرمة في رواية.
وروي عن قتادة قال : التين : الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون : الجبل الذي عليه بيت المقدس.
والسادس : أن التين : مسجد أصحاب الكهف، والزيتون : مسجد إيلياء، قاله القرظي.
والسابع : أن التين : جبال ما بين حلوان إلى همذان، والزيتون : جبال بالشام، حكاه الفراء.
فأما ﴿ طور سينين ﴾ فالطور : جبل وفيه قولان.
أحدهما : أنه الجبل الذي كلم الله موسى عليه، قاله كعب الأحبار في الأكثرين.
والثاني : أنه جبل بالشام، قاله قتادة.
فأما "سينين" فهو لغة في سيناء.
وقد قرأ علي، وسعد بن أبي وقاص، وأبو العالية، وأبو مجلز و"طور سَيناء" ممدودة مهموزة، مفتوحة السين.
وقرأ ابن مسعود، وأبو الدرداء، وأبو حيوة "وطورِ سيناء" مثلهم إلا أنهم كسروا السين.
وقرأ أبو رجاء، والجحدري "سينين" كما في المصحف، لكنهما فتحا السين.
وقال ابن الأنباري :"سينين" هو سيناء.
واختلفوا في معناه، فقيل : معناه : الحسن.
وقيل : المبارك.
وقيل : إنه اسم للشجر الذي حوله.


الصفحة التالية
Icon