﴿ فما يكذبك ﴾ يعني يا أيها الإنسان وهو خطاب على طريق الالتفات ﴿ بعد ﴾ أي بعد هذه الحجة والبرهان ﴿ بالدين ﴾ أي بالحساب والجزاء، والمعنى فما الذي يلجئك أيها الناس إلى هذا الكذب ألا تتفكر في صورتك وشبابك، ومبدأ خلقك، وهرمك، فتعتبر وتقول أن الذي فعل ذلك قادر على أن يبعثني ويحاسبني، فما الذي يكذبك بالمجازاة، وقيل هو خطاب للنبي ( ﷺ ) والمعنى فمن يكذبك أيها الرّسول بعد ظهور هذه الدّلائل، والبراهين ﴿ أليس الله بأحكم الحاكمين ﴾ أي بأقضى القاضين يحكم بينكم وبين أهل التكذيب يوم القيامة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) " من قرأ والتين والزيتون، فقرأ أليس الله بأحكم الحاكمين، فليقل بلى وأنا على ذلك من الشّاهدين " أخرجه الترمذي وعن البراء " أن النبي ( ﷺ ) كان في سفر فصلى العشاء الأخيرة فقرأ في إحدى الركعتين بالتين والزيتون فما سمعت أحداً أحسن صوتاً أو قراءة منه ( ﷺ ) " والله تعالى أعلم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٧ صـ ٢٦٥ ـ ٢٦٧﴾