وقال النسفى :
سورة التِّينِ
مكية وهي ثمان آيات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿ والتين والزيتون ﴾
أقسم بهما لأنهما عجيبان من بين الأشجار المثمرة، روي أنه أهدي لرسول الله ﷺ طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه :" كلوا فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه لأن فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس " وقال :" نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة يطيب الفم ويذهب بالحفرة " وقال :" هي سواكي وسواك الأنبياء قبلي " وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هو تينكم هذا وزيتونكم هذا، وقيل : هما جبلان بالشام منبتاهما ﴿ وَطُورِ سِينِينَ ﴾ أضيف الطور وهو الجبل إلى سينين وهي البقعة ونحو سينون بيرون في جواز الإعراب بالواو والياء والإقرار على الياء وتحريك النون بحركات الإعراب ﴿ وهذا البلد ﴾ يعني مكة ﴿ الأمين ﴾ من أمن الرجل أمانة فهو أمين، وأمانته أنه يحفظ من دخله كما يحفظ الأمين ما يؤتمن عليه.
ومعنى القسم بهذه الأشياء الإبانة عن شرف البقاع المباركة وما ظهر فيها من الخير والبركة بسكنى الأنبياء والأولياء، فمنبت التين والزيتون مهاجر إبراهيم ومولد عيسى ومنشؤه، والطور : المكان الذي نودي منه موسى، ومكة مكان البيت الذي هو هدى للعالمين ومولد نبينا ومبعثه صلوات الله عليهم أجمعين.
أو الأولان قسم بمهبط الوحي على عيسى، والثالث على موسى، والرابع على محمد عليهم السلام.


الصفحة التالية
Icon