فكره العلماء أن يجعلوا لهم سبيلاً إلى مال آخرَ يتشططون فيه، ولكن ينبغي للمرء أن يَخْرج عن نِعمة ربه، بأداء حقه.
وقد قال الشافعي لهذه العِلة وغيرها : لا زكاة في الزيتون.
والصحيح وجوب الزكاة فيهما.
وَطُورِ سِينِينَ (٢)
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد "وطور" قال : جبل.
"سِينِين" قال : مبارك ( بالسريانِية ).
وعن عكرمة عن ابن عباس قال :"طور" جبل، و"سينين" حسن.
وقال قتادة : سينين هو المبارك الحسن.
وعن عكرمة قال : الجبل الذي نادى الله جل ثناؤه منه موسى عليه السلام.
وقال مقاتل والكلبِيّ :"سِينِين" كل جبل فيه شجر مثمِر، فهو سِينين وسِيناء ؛ بلغة النَّبَط.
وعن عمرو بن ميمون قال : صليت مع عمر بن الخطاب العشاء بمكة، فقرأ "وَالْتِيْنِ وَالْزَيْتُونِ.
وَطُورِ سِيناء.
وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ" قال : وهكذا هي في قراءة عبد الله ؛ ورفع صوته تعظيماً للبيت.
وقرأ في الركعة الثانية :﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ﴾ [ الفيل : ١ ] و ﴿ لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ ﴾ [ قريش : ١ ] جمع بينهما.
ذكره ابن الأنباريّ.
النحاس : وفي قراءة عبد الله "سِيناء" ( بكسر السين )، وفي حديث عمرو بن ميمون عن عُمر ( بفتح السين ).
وقال الأخفش :"طُور" جبل.
و"سِينِينَ" شجر، واحدته "سِينِينِيَّة" وقال أبو عليّ :"سِينِين" فِعلِيل، فكررت اللام التي هي نون فيه، كما كررت في زِحلِيل : للمكان الزلِق، وكِردِيدة : للقطعة من التمر، وخِنذِيد : للطويل.
ولم ينصرف "سينين" كما لم ينصرف سِيناء ؛ لأنه جعل اسماً لبقعة أو أرض، ولو جعِل اسماً للمكان أو للمنزل أو اسم مذكر لانصرف ؛ لأنك سميت مذكراً بمذكر.
وإنما أقسم بهذا الجبل لأنه بالشام والأرض المقدّسة، وقد بارك الله فيهما ؛ كما قال :﴿ إلى المسجد الأقصى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [ الإسراء : ١ ].
وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣)
يعني مكة.


الصفحة التالية
Icon