المسألة الثانية :
قوله :﴿أَرَأَيْتَ﴾ خطاب مع الرسول على سبيل التعجب، ووجه التعجب فيه أمور أحدها : أنه عليه السلام قال : اللهم أعز الإسلام إما بأبي جهل بن هشام أو بعمر، فكأنه تعالى قال له : كنت تظن أنه يعز به الإسلام، أمثله يعز به الإسلام، وهو : ينهى عبداً إذا صلى وثانيها : أنه كان يلقب بأبي الحكم، فكأنه تعالى يقول : كيف يليق به هذا اللقب وهو ينهى العبد عن خدمة ربه، أيوصف بالحكمة من يمنع عن طاعة الرحمن ويسجد للأوثان! وثالثها : أن ذلك الأحمق يأمر وينهى، ويعتقد أنه يجب على الغير طاعته، مع أنه ليس بخالق ولا رب، ثم إنه ينهى عن طاعة الرب والخالق، ألا يكون هذا غاية الحماقة.
المسألة الثالثة :
قال :﴿ينهى عَبْداً﴾ ولم يقل : ينهاك، وفيه فوائد أحدها : أن التنكير في عبداً يدل على كونه كاملاً في العبودية، كأنه يقول : إنه عبد لا يفي العالم بشرح بيانه وصفة إخلاصه في عبوديته يروى : في هذا المعنى أن يهودياً من فصحاء اليهود جاء إلى عمر في أيام خلافته فقال : أخبرني عن أخلاق رسولكم، فقال عمر : اطلبه من بلال فهو أعلم به مني.


الصفحة التالية
Icon