قوله :﴿أَرَأَيْتَ﴾ خطاب لمن ؟ فيه وجهان الأول : أنه خطاب للنبي عليه السلام، والدليل عليه أن الأول وهو قوله :﴿أَرَأَيْتَ الذى ينهى * عَبْداً﴾ للنبي ﷺ والثالث وهو قوله :﴿أَرَءيْتَ إِن كَذَّبَ وتولى﴾ [ العلق : ١٣ ] للنبي عليه الصلاة والسلام فلو جعلنا الوسط لغير النبي لخرج الكلام عن النظم الحسن، يقول الله تعالى يا محمد : أرأيت إن كان هذا الكافر، ولم يقل : لو كان إشارة إلى المستقبل كأنه يقول : أرأيت إن صار على الهدى، واشتغل بأمر نفسه، أما كان يليق به ذلك إذ هو رجل عاقل ذو ثروة، فلو اختار الدين والهدى والأمر بالتقوى، أما كان ذلك خيراً له من الكفر بالله والنهي عن خدمته وطاعته، كأنه تعالى يقول : تلهف عليه كيف فوت على نفسه المراتب العالية وقنع بالمراتب الدنيئة.
القول الثاني : أنه خطاب للكافر، لأن الله تعالى كالمشاهد للظالم والمظلوم، وكالمولى الذي قام بين يديه عبدان، وكالحاكم الذي حضر عنده المدعي، والمدعى عليه فخاطب هذا مرة، وهذا مرة.
فلما قال للنبي :﴿أَرَأَيْتَ الذى ينهى * عَبْداً إِذَا صلى﴾ [ العلق : ٩ ] التفت بعد ذلك إلى الكافر، فقال : أرأيت يا كافر إن كانت صلاته هدى ودعاؤه إلى الله أمراً بالتقوى أتنهاه مع ذلك.
المسألة الثانية :
ههنا سؤال وهو أن المذكور في أول الآية.


الصفحة التالية
Icon