ناصيته: مقدم رأسه، أى: لَنَهْصرنها، لنأخذن بها لَنُقْمِئَنَّه ولنذلّنه، ويقال: لنأخذن بالناصية إلى النار، كما قال جلّ وعز، ﴿فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِى والأَقْدَامِ﴾، فيُلقَون فى النار، ويقال: لتسوّدَنَّ وجهه، فكفَتِ الناصية من الوجه ؛ لأنها فىّ مقدّم الوجه.
﴿ كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ... نَاصِيَةٍ...﴾.
على التكرير، كما قال: ﴿إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللهِ﴾ المعرفة تُرد على النكرة بالتكرير، والنكرة على المعرفة، ومن نصب (ناصيةً) جعله فعلا للمعرفة وهى جائزة فى القراءة.
﴿ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ... سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ...﴾.
فهم أقوى وهم يعملون بالأيدى والأرجل، والناقة قد تزْبِن الحالب وتركضه برجلها.
وقال الكسائى: بأَخَرة واحد الزبانية زِبْنِىٌّ
وكان قبل ذلك يقول: لم أسمع لها بواحد، ولست أدرى أقياسًا منه أو سماعاً. وفى قراءة عبدالله: "كَلاَّ لئِن لَّمْ يَنْتَهِ لأسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ"، وفيها: "فَلْيَدْعُ إلىّ نَادِيَه فَسَأَدْعُو الزَّبَانِيَة".
﴿ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ...﴾ قومه.
والعرب تقول: النادى يشهدون عليك، والمجلس، يجعلون: النادىَ، والمجلس، والمشهد، والشاهد ـ القوم قوم الرجل، قال الشاعر:
لهمْ مجلِسٌ صُهْبُ السِّبَالِ أذِلَّةٌ * سواسيةٌ أحرارُها وعبيدُها
أى: هم سواء. أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٣ صـ ٢٧٨ ـ ٢٨٠﴾