وأخبرنا عقيل أن المعافى أخبرهم عن محمد بن جرير قال : حدّثني يعقوب قال : حدّثنا ابن عليّة قال : حدّثنا ابن ربيعة بن كلثوم قال : قال رجل للحسين وأنا أسمع : أرأيت ليلة القدر أفي كل رمضان هي؟ قال :" نعم واللّه الذي لا إله إلاّ هو إنها لفي كلّ رمضان، وإنّها ليلة يفرق فيها كلّ أمر حكيم، فيها يقضى كلّ أجل وعمل، ورزق وخلق إلى مثلها ".
واختلفوا في أول ليلة هي منها، فقال أنور بن العقيلي : هي أول ليلة من شهر رمضان، وقال الحسن : هي ليلة سبع عشرة، وهي الليلة التي كانت صبيحتها وقعة بدر.
والصحيح أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان، وإليه ذهب الشافعي رضي الله عنه، يدلّ عليه ما أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد الشيباني قال : أخبرنا عبد اللّه بن مسلم، قال : حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال : أخبرنا ابن وهب، وقال : أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن ابن مسلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول اللّه ﷺ قال :" أُريتُ ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر ".
وأخبرنا أبو بكر العباسي قال : أخبرنا أبو الحسن المحفوظي قال : حدّثنا عبد اللّه بن قاسم قال : حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان وشعبة وإسرائيل عن ابن إسحاق عن هُبيرة عن علي رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يوقظ أهله في العشرة الأواخر من رمضان.
وأخبرنا أبو محمد المخلَّدي وعبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا مكي قال : حدّثنا عمار بن رجاء قال : حدّثنا أحمد بن أبي طيبة عن عنبسة بن الأزهر عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد قال : سمعت عليّاً رضي الله عنه يقول :" كان رسول اللّه ﷺ إذا دخل العشر الأواخر من رمضان دأب وأدأبَ أهله ".
فدلَّت هذهِ الأخبار على أن ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان.