ثم اختلفوا في أي ليلة فيها فقال أبو سعيد الخدري : هي الليلة الحادية والعشرون، واحتجّ في ذلك بما أخبرنا أبو نعيم الأزهري قال : حدّثنا أبو عوانة سنة ست عشرة وثلاثمائة، قال : أخبرنا المزني قال : قال الشافعي : وأخبرنا أبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن أحمد المطوعي، وأبو علي السيوري، وأبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه المصيبي قالوا : حدّثنا أبو العباس الأصمّ قال : أخبرنا الشافعي قال : أخبرنا مالك عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري قال :" كان رسول اللّه ﷺ يعتكف العشر الوسط من شهر رمضان، فلمّا كانت [ ليلة ] أحدى وعشرين وهي التي كان يخرج في صبيحتها من اعتكافه قال ﷺ " من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، فإني رأيت هذه الليلة ثم أُنسيتها وقال وأريتني أسجد في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر " فأمطرت السماء في تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوكف المسجد ".
قال أبو سعيد [ فأبصرت عيناي ] رسول اللّه ﷺ انصرف، علينا وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين.
وقال بعضهم هي الليلة الثالثة والعشرون منها.
أخبرنا عبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا عبد اللّه بن محمد الهمداني قال : أخبرنا الحسين بن عبد الأعلى قال : أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال :" جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : يا رسول اللّه إني رأيتُ في النوم كأن ليلة القدر سابعة تبقى، فقال رسول اللّه ﷺ :" أرى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين، من كان منكم يريد أن يقوم من الشهر شيئاً فليقم ليلة ثلاث وعشرين ".
قال معمر : كان أيوب يغتسل ليلة ثلاث وعشرين ويمسّ طيباً.