وقال بعض الصحابة :" قام بنا رسول اللّه ﷺ ليلة الثالث والعشرين ثلث الليل، فلمّا كانت ليلة الخامس والعشرين قام بنا نصف الليل، فلمّا كانت الليلة السابعة والعشرون قام بنا الليل كلّه ".
وقال أبو بكر الورّاق : إنّ اللّه سبحانه وتعالى قسّم كلمات هذه السورة على ليالي شهر رمضان، فلما بلغ السابعة والعشرين أشار إليها فقال :﴿ هِيَ ﴾.
وقال بعضهم : هي ليلة التاسع والعشرين، وروي عن رسول اللّه ﷺ قال :" ليلة القدر ليلة السابع والعشرين أو التاسع والعشرين وإن الملائكة في تلك الليلة بعدد الحصى ".
وأخبرنا عبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا مكّي قال : حدّثنا محمد بن سعيد القطان قال : حدّثنا عيينة بن عبد الرحمن قال : حدّثني أبي قال : ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال : ما أنا بطالبها بعد شيء سمعته من رسول اللّه ﷺ إلاّ في العشر الأواخر، سمعت رسول اللّه ﷺ يقول :" التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين، أو سبع بقين، أو خمس بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة " وكان أبو بكرة إذا دخل شهر رمضان ظلّ يُصلي في سائر السنة، فإذا دخل العشر اجتهد.
وفي الجملة، أخفى اللّه علم هذه الليلة على الأُمّة ليجتهدوا في العبادة ليالي رمضان طمعاً في إدراكها كما أخفى الصلاة الوسطى في الصلوات، واسمه الأعظم في الأسماء، وساعة الإجابة في ساعات الجمعة، وغضبه في المعاصي، ورضاه في الطاعات، وقيام الساعة في الأوقات، رحمةً منه وحكمة، واللّه أعلم.
الباب الثالث : في علامتها وأماراتها
أخبرنا أبو عمر الفراتي قال : أخبرنا أبو نصر السرخسي قال : حدّثنا محمد بن الفضل قال : حدّثنا إبراهيم بن يوسف قال : حدّثنا النضر عن أشعث عن الحسين أن النبي ﷺ قال في ليلة القدر :


الصفحة التالية
Icon