وقالوا من الإخلاص أن لا يزيد في العبادات عبادة أخرى لأجل الغير، مثل الواجب من الأضحية شاة، فإذا ذبحت إثنتين واحدة لله وواحدة للأمير لم يجز لأنه شرك، وإن زدت في الخشوع، لأن الناس يرونه لم يجز، فهذا إذا خلطت بالعبادة عبادة أخرى، فكيف ولو خلطت بها محظوراً مثل أن تتقدم على إمامك، بل لا يجوز دفع الزكاة إلى الوالدين والمولودين ولا إلى العبيد ولا الإماء لأنه لم يخلص، فإذا طلبت بذلك سرور والدك أو ولدك يزول الإخلاص، فكيف إذا طلبت مسرة شهوتك كيف يبقى الإخلاص ؟ وقد اختلفت ألفاظ السلف في معنى قوله :﴿مُخْلِصِينَ﴾ قال بعضهم : مقرين له بالعبادة، وقال آخرون : قاصدين بقلوبهم رضا الله في العبادة، وقال الزجاج : أي يعبدونه موحدين له لا يعبدون معه غيره، ويدل على هذا قوله :
﴿وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إلها واحدا﴾ [ التوبة : ٢١ ].
أما قوله تعالى :﴿حُنَفَاء وَيُقِيمُواْ الصلاة وَيُؤْتُواْ الزكواة﴾ ففيه أقوال :


الصفحة التالية
Icon