برأسه نعم، فرضيت بذلك وصبرت على تلك المشاق.
والقول الثاني : المراد من قوله :﴿حُنَفَاء﴾ أي مستقيمين والحنف هو الاستقامة، وإنما سمي مائل القدم أحنف على سبيل التفاؤل، كقولنا : للأعمى بصير وللمهلكة مفازة، ونظيره قوله تعالى :﴿إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا﴾ [ فصلت : ٣٠ ] ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ [ الفاتحة : ٦ ].
والقول الثالث : قال ابن عباس رضي الله عنهما حجاجاً، وذلك لأنه ذكر العباد أولاً ثم قال :﴿حُنَفَاء﴾ وإنما قدم الحج على الصلاة لأن في الحج صلاة وإنفاق مال الرابع : قال أبو قلابة الحنيف الذي آمن بجميع الرسل ولم يستثن أحداً منهم، فمن لم يؤمن بأفضل الأنبياء كيف يكون حنيفاً الخامس : حنفاء أي جامعين لكل الدين إذ الحنيفية كل الدين، قال عليه السلام :
" بعثن بالحنيفية السهلة السمحة " السادس : قال قتادة : هي الختان وتحريم نكاح المحارم أي مختونين محرمين لنكاح الأم والمحارم، فقوله :﴿حُنَفَاء﴾ إشارة إلى النفي، ثم أردفه بالإثبات، وهو قوله :﴿وَيُقِيمُواْ الصلاة﴾ السابع : قال أبو مسلم : أصله من الحنف في الرجل، وهو إدبار إبهامها عن أخواتها حتى يقبل على إبهام الأخرى، فيكون الحنيف هو الذي يعدل عن الأديان كلها إلى الإسلام الثامن : قال الربيع بن أنس : الحنيف الذي يستقبل القبلة بصلاته، وإنما قال ذلك لأنه عند التكبير يقول : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً، وأما الكلام في إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقد مر مراراً كثيرة، ثم قال :﴿وَذَلِكَ دِينُ القيمة﴾ وفيه مسائل :
المسألة الأولى :