محمد إلا من بعد ما رأوا الآيات الواضحة، وكانوا من قبل مصفقين على نبوته وصفته، فلما جاء من العرب حسدوه، وقرأ جمهور الناس :" مخلِصين " بكسر اللام، وقرأ الحسن بن أبي الحسن :" مخلَصين " بفتح اللام، وكأن ﴿ الدين ﴾ على هذه القراءة منصوب ب ﴿ بعد ﴾ أو بمعنى يدل عليه على أنه كالظرف أو الحال، وفي هذا نظر، وقيل لعيسى عليه السلام : من المخلص لله؟ قال الذي يعمل العمل لله ولا يحب أن يحمده الناس عليه، و﴿ حنفاء ﴾ : جمع حنيف وهو المستقيم المائل إلى طرق الخير، قال ابن جبير : لا تسمي العرب حنيفاً إلا من حج واختتن، وقال ابن عباس :﴿ حنفاء ﴾ : حجاجاً مسلمين، و﴿ حنفاء ﴾ نصب على الحال، وكون ﴿ الصلاة ﴾ مع ﴿ الزكاة ﴾ في هذه الآية مع ذكر بني إسرائيل إنما دفع لمناقضة أهل الكتاب بالمدينة، وقرأ الجمهور :" وذلك دين القيمة " على معنى الجماعة القيمة أو الفرقة القيمة، وقال محمد بن الأشعث الطالقاني : هنا الكتب التي جرى ذكرها، وقرأ بعض الناس :" وذلك الدين القيمة "، فالهاء في " القيمة " على هذه القراءة كعلامة ونسابة، ويتجه ذلك أيضاً على أن يجعل ﴿ الدين ﴾ بمنزلة الملة. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٥ صـ ﴾