وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه " أن النبي ﷺ دفع رجلاً إلى رجل يعلمه فعلمه حتى بلغ ﴿ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ﴾ فقال الرجل : حسبي فقال الرجل : يا رسول الله أرأيت الرجل الذي أمرتني أن أعلمه لما بلغ ﴿ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ﴾ فقال حسبي : فقال النبي ﷺ :" دعه فقد فقه " ".
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال :" ذكر لنا أن رجلاً ذهب مرة يستقرىء فلما سمع هذه الآية ﴿ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ﴾ إلى آخرها فقال : حسبي حسبي إن عملت مثقال ذرة من خير رأيته، وإن عملت مثقال ذرة من شر رأيته. قال : وذكر أن النبي ﷺ كان يقول :" هي الجامعة الفاذة " ".
وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق عن الحسن قال : لما نزلت ﴿ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ﴾ الآية قال رجل من المسلمين : حسبي حسبي إن عملت مثقال ذرة من خير أو شر رأيته انتهت الموعظة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحارث بن سويد أنه قرأ ﴿ إذا زلزلت ﴾ حتى بلغ ﴿ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ﴾ قال : إن هذا الإِحصاء شديد.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال : هو الكافر يعطي كتابه يوم القيامة فينظر فيه فيرى فيه كل حسنة عملها في الدنيا، فترد عليه حسناته، وذلك قول الله تعالى :﴿ وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً ﴾ [ الفرقان : ٢٣ ] فابلس واسود وجهه، وأما المؤمن فإنه يعطى كتابه بيمنيه يوم القيامة فيرى فيها كل خطيئة عملها في دار الدنيا ثم يغفر له ذلك وذلك قول الله :﴿ فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ﴾ [ الفرقان : ٧٠ ] فابيض وجهه واشتد سروره.