يقول الله تعالى لمحمد ﷺ ﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا ﴾ يعني : أن الأرض تحدث، بأن ربك أذن لها في الكلام، وألهمها ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس أَشْتَاتاً ﴾ يعني : يرجع الناس متفرقين، فريق في الجنة، وفريق في السعير فريق مع الحور العين يتمتعون، وفريق مع الشياطين يعذبون، فريق على السندس والديباج، على الأرائك متكئون، وفريق في النار، على وجوههم يُجَرُّونَ.
اللهم في الدنيا هكذا كانوا فريقاً حول المساجد والطاعات، وفريق في المعاصي والشهوات، فذلك قوله ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس أَشْتَاتاً ﴾ يعني : فِرقاً فِرَقاً.
﴿ لّيُرَوْاْ أعمالهم ﴾ يعني : ثواب أعمالهم، وهكذا.
كما روي عن النبي ﷺ، أنه قال :" مَا مِنْ أَحَدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ، إلاَّ وَيَلُومُ نَفْسَهُ، فَإِنْ كَانَ مُحْسِناً يَقُولُ : لِمَ لَمْ أزدَدْ إحساناً، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، يَقُولُ : أَلاَ رَغِبْتُ عَنِ المَعَاصِي؟ " وهذا عند معاينة الثواب والعقاب.
وقال أبيّ بن كعب : الزلزلة لا تخرج إلا من ثلاثة، إما نظر الله تعالى بالهيبة إلى الأرض، وإما لكثرة ذنوب بني آدم، وأما لتحرك الحوت، التي عليها الأرضون السبع، تأديباً للخلق وتنبيهاً. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٣ صـ ٥٨١ ـ ٥٨٢﴾


الصفحة التالية
Icon