وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ إذا زُلْزلت الأرض زِلْزَالها ﴾
أي : حُرِّكت حركةً شديدةً، وذلك عند قيام الساعة.
وقال مقاتل : تتزلزل من شدة صوت إسرافيل حتى يَنْكَسِرَ كلُّ ما عليها من شدة الزّلزلة ولا تسكن حتى تلقيَ ما على ظهرها من جبل، أو بناءٍ، أو شجر، ثم تتحرك وتضطرب، فتُخْرِج ما في جوفها.
وفي وقت هذه الزلزلة قولان.
أحدهما : تكون في الدنيا، وهي من أشراط الساعة، قاله الأكثرون.
والثاني : أنها زلزلة يوم القيامة، قاله خارجة بن زيد في آخرين.
قال الفراء : حدثني محمد بن مروان، قال : قلت للكلبي : أرأيتَ قول الله تعالى :﴿ إذا زلزلت الأرض زلزالها ﴾ ؟ فقال هذه بمنزلة قوله تعالى :﴿ ويخرجكم إخراجاً ﴾ [ نوح : ١٨ ] فأضيف المصدر إلى صاحبه، وأنت قائل في الكلام : لأُعطيَنَّكَ عَطِيَّتَكَ، تريد عطية.
والزِّلزال بالكسر المصدر، وبالفتح الاسم.
وقد قرأ أبو العالية، وأبو عمران، وأبو حيوة الجحدري :"زَلزالها" بفتح الزاي.
قوله تعالى :﴿ وأخرجت الأرض أثقالها ﴾ فيه قولان.
أحدهما : ما فيها من الموتى، قاله ابن عباس.
والثاني : كنوزها، قاله عطية وجمع الفراء بين القولين فقال : لفظت ما فيها من ذهب، أو فضة، أو ميت.
قوله تعالى :﴿ وقال الإنسان ما لها ﴾ فيه قولان.
أحدهما : أنه اسم جنس يعم الكافر والمؤمن، وهذا قول من جعلها من أشراط الساعة، لأنها حين ابتدأت لم يعلم الكلُّ أنها من أشراط الساعة، فسأل بعضهم بعضاً حتى أيقنوا.
والثاني : أنه الكافر خاصة، وهذا قول من جعلها زلزلة القيامة، لأن المؤمن عارف فلا يسأل عنها، والكافر جاحد لها لأنه لا يؤمن بالبعث، فلذلك يسأل.
قوله تعالى :﴿ يومئذ تُحَدِّثُ أخبارها ﴾ قال الزجاج :"يومئذ" منصوب بقوله تعالى :﴿ إذا زلزلت ﴾ ﴿ وأخرجت ﴾ ففي ذلك اليوم تحدِّث بأخبارها، أي : تخبر بما عمل عليها.