وقال البيضاوى :
سورة الزلزلة
مختلف فيها. وآيها ثمان آيات
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا ﴾اضطرابها المقدر لها عند النفخة الأولى، أو الثانية أو الممكن لها أو اللائق بها في الحكمة، وقرىء بالفتح وهو اسم الحركة وليس في الأبنية فعلال إلا في المضاعف.
﴿ وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا ﴾ ما في جوفها من الدفائن أو الأموات جمع ثقل وهو متاع البيت.
﴿ وَقَالَ الإنسان مَا لَهَا ﴾ لما يبهرهم من الأمر الفظيع، وقيل المراد ب ﴿ الإنسان ﴾ الكافر فإن المؤمن يعلم ما لها.
﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ ﴾ تحدث الخلق بلسان الحال. ﴿ أَخْبَارَهَا ﴾ ما لأجله زلزالها وإخراجها. وقيل ينطقها الله سبحانه وتعالى فتخبر بما عمل عليها، و﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ بدل من ﴿ إِذَا ﴾ وناصبهما ﴿ تُحَدّثُ ﴾، أو أصل و﴿ إِذَا ﴾ منتصب بمضمر.
﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا ﴾ أي تحدث بسبب إيحاء ربك لها بأن أحدث فيها ما دلت على الأخبار، أو أَنطقها بها ويجوز أن يكون بدلاً من إخبارها إذ يقال : حدثته كذا وبكذا، واللام بمعنى إلى أو على أصلها إذ لها في ذلك تشف من العصاة.
﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس ﴾ من مخارجهم من القبور إلى الموقف. ﴿ أَشْتَاتاً ﴾ متفرقين بحسب مراتبهم. ﴿ لّيُرَوْاْ أعمالهم ﴾ جزاء أعمالهم، وقرىء بفتح الياء.
﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ تفصيل ﴿ لّيُرَوْاْ ﴾ ولذلك قرىء " يُرَهُ" بالضم، وقرأ هشام بإسكان الهاء ولعل حسنة الكافر وسيئة المجتنب عن الكبائر تؤثران في نقص الثواب والعقاب. وقيل الآية مشروطة بعدم الإحباط والمغفرة، أو من الأولى مخصوصة بالسعداء والثانية بالأشقياء لقوله ﴿ أَشْتَاتاً ﴾، وال ﴿ ذَرَّةٍ ﴾ النملة الصغيرة أو الهباء.
عن النبي ﷺ " من قرأ سورة إذا زلزلت الأرض أربع مرات كان كمن قرأ القرآن كله ". (١) أ هـ ﴿تفسير البيضاوى حـ ٥ صـ ٥١٨ ـ ٥١٩﴾
______
(١) رواه الثعلبي بسند ضعيف لكن يشهد له ما رواه ابن أبي شيبة مرفوعاً «إذا زلزلت تعدل ربع القرآن».