وقال ابن عباس : موتاها، وهو إشارة إلى البعث وذلك عند النفخة الثانية، فهو زلزال يوم القيامة، لا الزلزال الذي هو من الأشراط.
﴿ وقال الإنسان ما لها ﴾ : يعني معنى التعجب لما يرى من الهول، والظاهر عموم الإنسان.
وقيل : ذلك الكافر لأنه يرى ما لم يقع في ظنه قط ولا صدقة، والمؤمن، وإن كان مؤمناً بالبعث، فإنه استهول المرأى.
وفي الحديث :" ليس الخبر كالعيان " قال الجمهور : الإنسان هو الكافر يرى ما لم يظن.
﴿ يومئذ ﴾ : أي يوم إذ زلزلت وأخرجت تحدث، ويومئذ بدل من إذا، فيعمل فيه لفظ العامل في المبدل منه، أو المكرر على الخلاف في العامل في البدل.
﴿ تحدث أخبارها ﴾ : الظاهر أنه تحديث وكلام حقيقة بأن يخلق فيها حياة وإدراكاً، فتشهد بما عمل عليها من صالح أو فاسد، وهو قول ابن مسعود والثوري وغيرهما.
ويشهد له ما جاء في الحديث :" بأنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شجر إلا شهد له يوم القيامة "
، وما جاء في الترمذي عنه ( ﷺ ) أنه قرأ هذه الآية ثم قال :" أتدرون ما أخبارها؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، فقال : إن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول عمل كذا يوم كذا وكذا، قال فهذه أخبارها " هذا حديث حسن صحيح غريب.
قال الطبري : وقوم التحديث مجاز عن إحداث الله تعالى فيها الأحوال ما يقوم مقام التحديث باللسان، حتى ينظر من يقول ما لها إلى تلك الأحوال، فيعلم لم زلزلت، ولم لفظت الأموات، وأن هذا ما كانت الأنبياء يندوا به ويحدثون عنه.
وقال يحيى بن سلام : تحدث بما أخرجت من أثقالها، وهذا هو قول من زعم أن الزلزلة هي التي من أشراط الساعة.
وفي سنن ابن ماجه حديث في آخره تقول الأرض يوم القيامة : يا رب هذا ما استودعتني.


الصفحة التالية
Icon