وقال العلامة نظام الدين النيسابورى :
﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (١) ﴾
القراآت ﴿ يره ﴾ ساكنة الهاء في الحرفين : الحلواني عن هشام.
الوقوف :﴿ زلزالها ﴾ ه لا ﴿ أثقالها ﴾ لا ﴿ مالها ﴾ ه لا لاحتمال حذف عامل " إذا " أي أذا كانت هذه الأمور ترى ما ترى واحتمال أن يكون العامل ﴿ تحدث ﴾ و ﴿ يومئط ﴾ بدلاً من " إذا " ﴿ أخبارها ﴾ ه لا ﴿ لها ﴾ ه ط ﴿ أعمالهم ﴾ ه ط ﴿ يره ﴾ ه ط ﴿ يره ﴾ ه.
التفسير : لما ختم السورة المتقدمة بالوعيد والوعد أتبعه بذكر وقت الجزاء وعدد من إماراته الزلزلة الشديدة التي تستأهلها الأرض وهي معنى إضافة الزلزال إلى ضمير الأرض. قال أهل المعاني : هو كقولك " أكرم التقي إكرامه وأهن الفاسق إهانته " يريد ما يستوجبانه من الإكرام والإهانة. وقريب منه قول من قال : أراد بزلزالها كل الزلزال وجميع ما هو ممكن منه أي يوجد الزلزلة كل ما يحتمل المحل. وقيل : زلزالها الموعود والمكتوب عليها لما أنها قدرت تقدير الحي. يروى أنها تتزلزل من شدة صوت إسرافيل عليه السلام. ومن امارات الساعة إخراج الأرض أثقالها أي ما في جوفها من الدفائن والأموات قال أبو عبيدة والأخفش : إذا كان الميت في بطن الأرض فهو ثقل لها وإذا كان فوقها فو ثقل عليها وسمي الإنس والجن بالثقلين لذلك. يروى أنها تخرج كنوزها فيملأ ظهر الأرض ذهباً ولا أحد يلتفت إليه، وكأن الذهب بصيح ويقول : أما كنت تخرب دينك ودنياك لأجلي؟ ويمكن أن تكون الفائدة في إخراجها أن يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها الجباه والجنوب والظهور قالوا : إناه عند النفخة الأول تتزلزل فتلفظ بالكنوز والدفائن، وعند النفخة الثانية ترجف فتخرج الأموات أحياء كالأم تلد حياً. وقيل : تلفظهم أمواتاً ثم يحييهم الله تعالى. وقيل : أثقالها أسرارها فيومئذ تكشف الأسرار ولذلك قال ﴿ يومئذ تحدث أخبارها ﴾ أي تشهد لك وعليك ﴿ وقال الإنسان ما لها ﴾ تعجباً من حالها. وقيل : والكافر لأنه كان لا يؤمن بالبعث فيقول
﴿ من بعثنا من مرقِدنا ﴾
[يس : ٥٢] وأما المؤمن فيقول


الصفحة التالية
Icon