والجمهور على أنه تعالى يجعل الأرض ذات فهم ونطق ويعرفها جميع ما عمل عليها فحينئذ تشهد لمن أطاع وعلى من عصى. وكان علي رضي الله عنه إذا فرغ بيت المال صلى فيه ركعتين ويقول : إشهدي أني ملأتك بحق وفرغتك بحق. وقيل : لفظ التحديث يفيد الاستئناس، فعل الأرض تبث شكواها إلى أولياء الله وملائكته، وقالت المعتزلة : إن الله تعالى يخلق في الأرض وهي جماد أصواتاً مقطعة مخصوصة فيكون المتكلم والشاهد على أن التقدير هو الله. قوله ﴿ يصدر ﴾ الصدر ضد الورود فالوارد الجائي والصادر المنصرف، ﴿ أشتاتاً ﴾ أي متفرقين جمع شت أو شتيت أي يذهبون من مخارج قبورهم إلى الموقف. فبعضهم إثر بعض راكبين مع الثياب الحسنة وبياض الوجه وينادي مناد بين يديه هذا ولي الله، وبعضهم مشاة عراة حفاة سود الوجوه مقيدين بالسلاسل والأغلال والمنادي ينادي هذا عدو الله. وقيل : أشتاتاً أي كل فريق مع شكله اليهودي مع اليهودي، والنصراني مع النصراني وقيل : من كل قطر من أقطار الأرض ليروا صحائف أعمالهم أو جزاء أعمالهم وهو الجنة أو النار وما يناسب كلاً منهما. والذرة أصغر النمل أو هي الهباءة، وعن ابن عباس إذا وضعت راحتك على الأرض ثم رفعتها فكل واحد مما لزق بها من التراب مثقال ذرة، فليس من عبد عمل خيراً أو شراً، قليلاً كان أو كثيراً إلا أراه الله تعالى إياه. قال مقاتل : نزلت هذه الآية في رجلين وذلك أنه لما نزل
﴿ ويطعمون الطعام على حبه ﴾


الصفحة التالية
Icon