قوله :﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ : أي : يومَ إذ زُلْزِلَتْ. والعاملُ في " يومئذٍ " " تُحَدِّثُ " إنْ جَعَلَتْ " إذا " منصوبةٌ بما بعدها أو بمحذوفٍ، وإن جَعَلْتَ العاملَ فيها " تُحَدِّثُ " كان " يومئذٍ " بدلاً منها، فالعاملُ فيه العاملُ فيها، أو شيءٌ آخرُ لأنه على نيةِ تكرارِ العاملِ. خلافٌ مشهورٌ.
بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (٥)
قوله :﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ ﴾ : متعلِّقٌ ب " تُحَدِّثُ " أي : تُحَدِّثُ. ويجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بنفسِ " أخبارَها " وقيل : الباءُ زائدةٌ، وأنَّ وما في حَيِّزها بدلٌ من " أخبارَها " وقيل : الباءُ سببيةٌ، أي : بسبب إيحاءِ اللَّهِ تعالى إليها. وقال الزمخشري :" فإنْ قلتَ : أين مفعولاً " تُحَدِّثُ "؟ قلت : حُذِفَ أَوَّلُهما، والثاني :" أخبارَها "، وأصله : تُحَدِّث الخلقَ أخبارَها. إلاَّ أنَّ المقصودَ ذِكْرٌ تَحْديثِها الأخبارَ لا ذِكْرُ الخَلْقِ تعظيماً لليوم. فإنْ قلت : بمَ تَعَلَّقَتِ الباءُ في قولِه " بأنَّ ربَّك "؟ قلت : بتُحَدِّثُ ؛ لأنَّ معناه : تُحَدِّثُ أخبارَها بسببِ إيحاءِ رَبِّك. ويجوزُ أَنْ يكونَ المعنى : تُحَدِّثُ ربَّك بتحديثِ أنَّ ربَّك أوحى لها أخبارَها، على أنَّ تَحْديثَها بأنَّ ربَّك أوحى لها تَحْديثٌ بأخبارِها، كما تقول : نَصَحْتَني كلَّ نصيحة بأَنْ نَصَحْتَني في الدين " قال الشيخ :" وهو كلامٌ فيه عَفْشٌ يُنَزَّه القرآنُ عنه ". قلت : وأيُّ عَفْشٍ فيه مع صِحَّته وفصاحتِه؟ ولكنْ لَمَّا طالَ تقديرُه مِنْ جهةِ إفادتِه هذا المعنى الحسنَ جَعَله عَفْشاً وحاشاه.