قوله تعالى ﴿ وَإِنَّهُ على ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ﴾ يعني : الله تعالى حفيظ على صنعه عالم به ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبّ الخير لَشَدِيدٌ ﴾ يعني : الإنسان على جمع المال حريص وقال القتبي معناه إنه لحب المال لبخيل والشدة البخل ها هنا وقال الزجاج معناه أنه من أجل حب المال لبخيل وهذا موافق لما قال القتبي ثم قال عز وجل ﴿ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى القبور ﴾ يعني : أفلا يعلم هذا البخيل إذا بعث الناس من قبورهم وعرضوا على الله تعالى بعثر يعني : أخرج ﴿ وَحُصّلَ مَا فِى الصدور ﴾ يعني : بين ما في القلوب من الخير والشر ﴿ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴾ يعني : عالم بهم وبأعمالهم وبنيَّاتهم ومن أطاعه في الدنيا ومن عصاه فيها وفي الآية دليل أن الثواب يستوجب على قدر النية ويجري به لأنه قال عز وجل ( وحصل ما في الصدور ) يعني : يحصل له من الثواب بقدر ما كان في قلبه من النية إن نوى بعمله وجه الله تعالى والدار الآخرة يحصل له الثواب على قدره والله أعلم. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٣ صـ ٥٨٣ ـ ٥٨٥﴾


الصفحة التالية
Icon