وقال أبو بكر الورّاق : الكنود الذي يرى النعمة من نفسه وأعوانه. محمد بن علي الترمذي : هو الذي يرى النعمة ولا يرى المنعم، وقال أبو بكر الواسطي : هو الذي ينفق نعم اللّه سبحانه في معاصي اللّه، وقال بسّام بن عبد اللّه : هو الذي يجادل ربّه على عقد العوض. ذو النّون : تفسير الهلوع والكنود قوله :﴿ إِذَا مَسَّهُ الشر جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الخير مَنُوعاً ﴾ [ المعارج : ٢٠-٢١ ].
وقيل : هو الذي يكفر باليسير ولا يشكر الكثير، وقيل : الحقود، وقيل : الحسود. وقيل : جهول القدر. وفي الحكمة من جهل قدره هتك ستره. وقال بعضهم والحسن : رأسه على وسادة النعمة وقلبه في ميدان الغفلة. وقيل : يرى ما منهُ ولا يرى ما إليه، وجمع الكنود كُند. قال الأعشى :

أحدث لها [ تحدث ] لوصلك أنّها كند لوصل الزائر المعتاد
﴿ وَإِنَّهُ على ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ﴾ قال أكثر المفسّرين : وإن اللّه على كنود هذا الإنسان وصنيعه لشاهد، وقال ابن كيسان : ال ( هاء ) راجعة إلى الإنسان، يعني أنّه شاهد على نفسه بما يصنع، ﴿ وَإِنَّهُ ﴾ يعني الإنسان ﴿ لِحُبِّ الخير ﴾ أي المال.
وقال ابن زيد : سمّى اللّه المال خيراً وعسى أن يكون خبيثاً وحراماً ولكن الناس يعدّونه خيراً فسمّاه اللّه خيراً ؛ لأن الناس يسمّونه خيراً وسمي الجهاد سوءاً فقال :
﴿ فانقلبوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ الله وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سواء ﴾ [ آل عمران : ١٧٤ ] أي قتال. وليس هو عند اللّه بسوء ولكن سمّاه اللّه سوءاً ؛ لأنّ الناس يسمّونه سوءاً.
ومعنى الآية وإنه من أجل حبّ المال ﴿ لَشَدِيدٌ ﴾ بخيل، ويقال للبخيل : شديد ومتشدّد، قال طرفة :
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المتشدّد


الصفحة التالية
Icon