والثاني : أنها نيران المجاهدين إذا أُوقدت، روي عن ابن عباس.
والثالث : مَكْرُ الرجال في الحرب، قاله مجاهد، وزيد بن أسلم.
والرابع : نيران الحجيج بالمزدلفة، قاله القرظي.
والخامس : أنها الألسنة إذا ظهرت بها الحجج وأُقيمت بها الدلائل على الحق وفضح بها الباطل، قاله عكرمة.
قوله تعالى :﴿ فالمغيرات صبحاً ﴾ هي التي تغير على العَدُوِّ عند الصباح، هذا قول الأكثرين.
وقال ابن مسعود : فالمغيرات صبحاً حين يُفيضون من جمع.
قوله تعالى :﴿ فأَثَرْنَ به ﴾ قال الفراء : يريد بالوادي ولم يذكره قبل ذلك، وهذا جائز، لأن الغبار لا يثار إلا من موضع.
والنقع : الغبار، ويقال : التراب.
وقال الزجاج : المعنى : فأثرن بمكان عَدْوِهِنَّ، ولم يتقدم ذكر المكان، ولكن في الكلام دليل عليه ﴿ فوسطن به جمعاً ﴾ قال المفسرون : المعنى : توسطن جمعاً من العدو، فأغارت عليهم.
وقال ابن مسعود : فوسطن به جمعاً، يعني مزدلفة.
قوله تعالى :﴿ إن الإنسان لربه لكنود ﴾ هذا جواب القسم.
والإنسان هاهنا : الكافر.
قال الضحاك : نزلت في الوليد بن المغيرة، وقال مقاتل : نزلت في قرط بن عبد الله بن عمرو بن نوفل القرشي.
وفي "الكَنُود" ثلاثة أقوال.
أحدها : أنه الذي يأكل وحده، ويمنع رِفْده، ويضرب عبده، رواه أبو أُمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والثاني : أنه الكفور، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك.
والثالث : لَوَّام لِرَبِّهِ يَعُدُّ المصيبات، وينسى النِّعَم، قاله الحسن.
قال ابن قتيبة : والأرض الكنود : التي لا تُنْبِتُ شيئاً.
قوله تعالى :﴿ وإنه على ذلك لشهيد ﴾ في هاء الكناية قولان.
أحدهما : أنها ترجع إلى الله عز وجل، [ تقديره ] : وإن الله على كفره لشهيد.
والثاني : أنها ترجع إلى الإنسان، فتقديره : إن الإنسان شاهد على نفسه أنه كنود، روي القولان عن ابن عباس.


الصفحة التالية
Icon